خماس امين
عدد الرسائل : 2080 العمر : 33 الموقع : www.topdz.yoo7.com مزاج : نقاط : 66318 4 ( mms ) : تاريخ التسجيل : 28/09/2008
| موضوع: هـادم اللّذات هل هو انقلاب لحياتنا أم تجدّد الإيمان فينا / للنّقاش.... الثلاثاء فبراير 12, 2013 8:17 am | |
|
السّلام عليكم ورحمة الله و بركاته
بسم الله الرّحمن الرّحيم و الصّلاة و السّلام على خير الخلق أجمعين محمّدٍ و على آله و صحبه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين
هادم اللّذات هل هو انقلاب لحياتنا ، أم تجدّد الإيمان فينا؟
تبكي العين عند بُعد الحبيب عن الدّنيا ، و يحزن القلب ألماً و يذوق طعم الضّعف و الإنكسار
تتوالى الأيّام في فرح و الكلّ يضحك ، و فجأة تسمع بخبر وفاة ما كان لك الصّاحب و الرّفيق ، الإبن البارّ أو الأب الحنُون ،
فينقلب ذاك الفرح قرحاً و تلك الرّاحة ضيقاً ، و قد لا نحتمل لوعة الفراق و حرقة الوداع
و لكنّ الحقيقة لا مفرّ منها و الموت كأس سيذوقه كلّ من يدبّ و يمشي و لو كنّا في بروج مشيّدة ، و لو عمّر في الأرض مئاتِ السّنين
إن أتاه الأمر من الله عزّ وجلّ لا ينتظر الإستئذان....
قال تعالى : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ وَ نَبْلُوكُمْ بِالشَّّرِّّ وَ الخَيْرِ فِتْنَةً وَ إِلَيْنَا تُرْجَعُون) سورة الأنبيّاء
تحكي إحدى السّيّدات و القلبُ يدمع قبل العين : مات والدي و أنا ذات الثّلاث سنوات و بقيت مع أمّي و أخي الأكبر ،
و استمرّ الحال و نحن في أحسن حال ، و لكنّ يوم خطبتي توفّيّ أخي ، لم يتمّ الزّواج انذاك ، حتى ولّت سنة ، عشتُ مع زوجي كالأميرة و كُنت مدلّلته ،
و كان يُعاملني كطفلة رغم أنّنا رُزقنا بأولاد ظلتُ كذلك ، كانت رجلاً بمعنى الكلمة ، لم يجرحني و لم يُسئ إليّ ، و فجأة توفّيّ و بسكتة قلبيّة ،
و مرّ على وفاته 15 سنة تقريباً و لم أنساه في حياتي إطلاقاً ، انقلبت حياتي و أولادي رأساً على عقب ، كان العمود الفقري بالنّسبة لنا فَمَات
كنّا نعيش في بيت كالقصر و الآن في غرفة مع مطبخ فقط فقد أتانا أمر بالإفراغ ،
أُُصيب ابني بإعاقة ذهنيّة و الثّاني مرض بمرض عُضال- لحمه يتفتّت- و الآخر انحرف و أدمن الخمر ....
و أنا كنت أشعر بألم في ذراعي و عندما ذهبت عند الطّبيب نبّه عليّ إن ظللتُ أُتعب نفسي و أشقى سيُصيبني الشّلل ،
و ما سيكون الحال عليه و تفكيري ينصبّ دائماً على أولادي : ما مصيرهم بعدي ؟ و الكلّ تخلّى عنّي و قبلاً لم أتخلّ على أحد ، في زمن الغنى و الثّراء....
ضاع كلّ شئ بعد أن أخذ الله روح زوجي.... و لم أصبرو لم أرضى بالواقع الذّي أعيشه الآن
أصبحت أكره الموت....
أشدّ ابتلاء و أعظم مصيبة ، و لكنّ الصّبر عند الصّدمة الأولى
حقّاً الموت مصيبة و إنّ فِراق الحِبِّ أقصى المصائب ،
قَال تعالى : ( إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ ) سورة المائدة آية 106
فكيف نتعامل مع قساوة الفراق ، و كيف نبدّل نظرتنا للموت ؟
كيف يؤثّر الموت في نفوسنا و في سُلوكيّاتنا ؟
يكون الأب القُدوة الحسنة فيتكسّر ذاك العمود الفقري و يُصبح المحيط الذّي كان فيه جنّة الدّنيا إلى جهيم ، نار موقد ة تلتهم كلّ شئ.
لما يجعلها البعض هكذا ؟
و لما نجعل أنفسنا رهينة الإحزان و المواجع و نكبّلها بعد الفاجعة ؟
الإيمان بالله عزّ و جلّ و الصّبر أقرب الطّرق لإزالة الظُّلمة العالقة فينا ، فكيف نتشبّت به ؟
الرّضى بقضاء الله خيره و شرّه من أركان الإيمان ، فلماذا يُصبح الموت مُكرها و غير متقبّلاً عند البعض منّا عند أولّ صدمة ؟
خالص التّحيّة......
| |
|